المدفوعات الالكترونية

تعتبر المدفوعات خطوة أخيرة في دورة عملية التجارة، ومع بذل جهود هامة في المراحل التمهيدية من الحسابات المدفوعة والتي تتضمن الإيصالات ، ينبغي على المنظمات ألا تخفق في تبادل المدفوعات بطريقة آنية وفعالة التكلفة. وتسمح أساليب المدفوعات الالكترونية بمعالجة السداد بطريقة سريعة، ومنخفضة التكاليف، ومناسبة مقارنة بالشيكات الورقية.

صلة المدفوعات الالكترونية بتيسير التجارة

ما زالت عمليات الحسابات المستحقة الدفع والحسابات المستحقة القبض ُنفذ اليوم بطريقة يدوية وهي غير متكاملة وغير فعالة. وإن نظام عملية المشتريات قد عانى طويلاً من عدم الفاعلية في العمليات اليدوية التقليدية التي تعتمد على الأوراق، بما في ذلك الافتقار للشفافية والتحكم في المعاملات المالية، وعدم اتاحة المعلومات في الوقت المناسب، وارتفاعل تكاليف معالجة المعلومات. يعاني المشترون من ارتفاع تكاليف السداد عبر الشيكات، ويواجه الموردون أيضاً مسألة الشيكات المفقودة وغياب أو عدم فاعلية تفاصيل التسوية (المطابقة) المصرفية.

هنالك عامل آخر متعلق بالعمليات التقليدية غير الفاعلة وهو غياب الشفافية والغموض الذي يكتنف التدفقات النقدية، مما يمثل مصدر قلق كبير للموردين. فالضغط من المشترين لتمديد الفترة المحددة للحسابات مستحقة الدفع، والغموض الناتج عن ذلك المتعلق بعملية السداد يشكل تحدياً كبيراً للموردين التجاريين. ودائماً ما يعتمد الموردون، الذين لديهم فرص محدودة للحصول على رأس المال، على طرق التمويل مرتفعة التكاليف مثل بيع الديون لتمويل رأس مالهم العامل وتحسين مركزهم النقدي. ويمكن أن تكون تكلفة التمويل مهمة للموردين، حيث تحال في معظم الحالات للمشترين في شكل سلع وخدمات تباع بأسعار عالية. وإن طرق تنفيذ المدفوعات الالكترونية غير منتشر، واستخدام النقد والشيكات ما زال راسخاً في الأعمال التجارية. وبينما تطلق الدول النامية، على استحياء، برامج لإدخال هذا النظام المتقدم للسداد، شهدت كثير من الدول التجارية الأكثر نضجاً مؤخراً انتشاراً كبيراً لنظام المدفوعات الالكتروني، ويُعزى ذلك أيضاً لتنفيذ النظم والتكنولوجيا الخاصة بالتوقيع الالكتروني. ولهذا يُنصح أن تتعلم الدول النامية من التجارب والممارسات التي تبنتها الدول التي تتقن التجارة باعتبارها موجهات جيدة في المراحل الأولى من رحلتها نحو اعتماد نظام المدفوعات الالكتروني.

الفوائد

بحسب نوع أدوات المدفوعات الالكترونية والتكنولوجيا التي تعتمدها المنظمة المعينة، يمكنها أن تحقق الفوائد الملموسة التالية:

  • تخفيض التكاليف، والحد من عدد العاملين، وتخفيض التكاليف الإدارية، والحد من تكاليف الطباعة والبريد؛
  • تخفيض كمية الأوراق التي تستهلكها المنظمة، لا سيما عبر استعمال بطاقات الشراء بهدف إزالة طلبات الشراء والفواتير من المعادلة؛
  • ضغط دورة نظام المشتريات عبر الحد من البريد وطرح شيكات بدون رصيد؛
  • تعزيز القدرة على امتصاص خصومات السداد المبكر المعروضة من الموردين بسبب قصر فترات دورة المعالجة؛
  • تحسين الشفافية في المدفوعات والانفاق العام مما ييسر من التنبؤ الأفضل بالتدفق النقدي ويحسن من قدرات إدارة المخاطر؛
  • الإسراع بعملية سداد الرسوم والضرائب الجمركية؛
  • الحد من الخسائر الناتجة عن تزوير الشيكات، وسرقة الشيكات المطبوعة سلفاً، وتفادي أخطاء إدخال البيانات؛
  • وتحقيق أثر إيجابي بمراعاة أحوال البيئة بالانتقال من الشيكات إلى المدفوعات الالكترونية.

تطورات أخرى

بدأت المدفوعات الالكترونية لأغراض التجارة الالكترونية والمدفوعات مقابل السلع والخدمات باستعمال أجهزة الهاتف الجوال (المدفوعات باستعمال الهاتف) في التوسع في جميع أنحاء العالم. وبشكل عام، فإن المدفوعات الالكترونية قد أصبحت حالياً أكثر انتشاراً في الدول الغنية التي تتمتع ببنى تحتية في الشبكة الالكترونية، وتوسعاً في خدماتها بينما تفتقر الأسواق النامية لذلك. ولقد عزز ذلك من النمو لا سيما مشتريات التجزئة التي تجري على المواقع الالكترونية. وأصبحت المدفوعات الالكترونية تحقق نمواً كبيراً في الأسواق الناشئة، إذ تمثل أكثر الوسائل فاعلية في التكاليف والأمن لمختلف أنواع وأحجام معاملات السداد غير النقدي، وتوفر فرصة للوصول إلى الخدمات المالية لتلك الجهات التي ليست لها مدخل للمرافق المصرفية. وظلت تتمتع المدفوعات الالكترونية وعبر الهاتف الجوال بأهمية بالغة مؤخراً، حيث بدت الشركات الجديدة والمنافسين غير المصرفيين على وجه الخصوص متلهفة لتقدم الأنواع الجديدة من نظم المدفوعات. ومع ذلك، تُعدّ هذه النظم طرق جديدة من السداد، وهي ببساطة نسخ الكترونية من طرق السداد التقليدية. وسهلت وظائف النظم الالكترونية ونظم الهاتف الجوال من إطلاق عملية المدفوعات وإدارتها بطريقة مستقلة من حيث الوقت والمكان. حيث أن تحويل الأموال يمكن يحدث بسهولة باستعمال الحاسوب أو الهاتف الجوال. ويمكن تخزين معلومات بطاقة السداد المسجلة في الخطوط أو الشريحة المغنطيسية أيضاً في ملف آمن في الحاسوب أو الهاتف الجوال. ولعل الفرق الأساسي بين هذه المدفوعات وخدمات المدفوعات التقليدية أن الأولى الكترونية بشكل كامل ويمكن إدماجها في النظم التابعة للعميل.

المراجع

هنالك مصدر مفيد صادر عن البنك الألماني تحت عنوان: “الفوترة الالكترونية: خطوة أخيرة في عملية الفوترة الفاعلة