تحليل أصحاب المصلحة

يعمل تحليل أصحاب المصلحة (SA) على تحديد ووصف الأطراف المعنية، كما يُقيِّم مصالح كل طرف في مسألة بعينها. وفي سياق السياسات والمشروعات، يُستخدم هذا التحليل خلال مراحل التخطيط، والتطوير، والتنفيذ، والتقييم والتحليل. حيث يُعتبر من الأدوات الإدارية المفيدة لكونه يطرح أسئلة استراتيجية مثل: مَن الطرف المعني الذي ينبغي أخذه بالحسبان؟ وما هي أفضل استراتيجية لإدارة طرف محدد؟ ولكن في سياق صنع السياسات، هنالك أربعة أنواع من أصحاب المصلحة التي ينبغي أخذها بالاعتبار حسب ما أورده “د. شتراوس”، ألا وهي:

  1. الذين يتمتعون بنفوذ رسمي يخولهم اتخاذ قرار؛
  2. الذين يتمتعون بنفوذ يُتيح لهم منع اتخاذ قرار؛
  3. الذين يتأثرون بقرار معين؛
  4. الذين يمتلكون معلومات أو خبرات ذات صلة.

ويُساعد تحليل أصحاب المصلحة على استيعاب درجة تعقيد قضية ما. وينتج عنه قائمة تضم الخصائص الرئيسية ذات الصلة لكل طرف معني. إنَّ الخصائص التي تؤخذ بالاعتبار تختلف حسب الغرض من التحليل. فيمكن أن تشمل شرحاً عن مشاركة أصحاب المصلحة بقضية معينة، وتقييماً لمستوى مصالحهم فيها، وتأثيرهم، وموقفهم تجاهها، وأثرها على أحد أصحاب المصلحة على وجه الخصوص. كما تُشكل العلاقات القائمة بين مختلف أصحاب المصلحة جزءاً من التحليل أيضاً.

صلة تحليل أصحاب المصلحة بتيسير التجارة

في مجال تيسير التجارة، يأتي أصحاب المصلحة من فئات مختلفة. ومن شأن العمليات التشاركية كالتشاور والتعاون إشراك مجموعة مختارة من أصحاب المصلحة، كبيرة كانت أم صغيرة. وبذلك يكون تحديد الأطراف المعنية المناسبة ضرورياً لتنفيذ العمليات التشاركية، وبوسع تحليل أصحاب المصلحة الإعانة على هذه المَهمّة. علاوة على تحديد الأطراف المعنية، يمكن لهذا التحليل أن يوفر معلومات عن مصالح هذه الأطراف في مسائل معينة ومواقفها من قضايا ومشكلات معينة، وطبيعة العلاقات القائمة بين الأطراف المعنية الأخرى. حيث تُفيد هذه المعلومات في إدارة العمليات التشاركية.

كيفية إجراء تحليل أصحاب المصلحة

غايات تحليل أصحاب المصلحة

قد يُنفّذ تحليل أصحاب المصلحة في مختلف مراحل المشروع ودورة السياسات، بهدف تحقيق غايات متنوعة. إحدى هذه الغايات تنفيذ المشروع الذي يُستخدم فيه التحليل لتحديد الجهات الشريكة والداعمة المحتملة للمشروع، ولتوفير معلومات حول المخاطر المحتملة لنجاح المشروع. وقد يُساعد أيضاً في وضع خارطة لجميع الأطراف المعنية التي ينبغي إبلاغها بالمشروع، والأطراف التي بإمكانها تقييم نتائجه/آثاره.

وقد يكون تحليل أصحاب المصلحة مفيداً للتطوير المؤسسي، مثل إنشاء هيئة أو فريق عمل لتيسير التجارة. وفي هذه الحالة، يعمل التحليل على توفير معلومات حول الجهات التي ينبغي إشراكها في الهيئة أو الفريق، وحول مكونات البيئة المؤسسية اللازمة لذلك.

الإطار الزمني لتحليل أصحاب المصلحة

يعتمد الإطار الزمني لتحليل أصحاب المصلحة على الهدف من شمل الأطراف المعنية المحتملة وعددها والموارد المتاحة. ففي سياق المشروع، يمكن تنفيذ التحليل خلال فترة زمنية قصيرة ولمرة واحدة عند بداية المشروع. أما في سياق تطوير مؤسسة معينة، فيمكن تنفيذ التحليل دورياً وفقاً لتطور المؤسسة والأطراف المعنية وعلاقاتهم. وقد يُصبح التحليل بحد ذاته مقياساً لنجاح التطوير المؤسسي. ويجب التنبه إلى عدم الإفراط في جمع المعلومات، حيث ينبغي ومنذ البداية تعريف نطاق تحليل أصحاب المصلحة بوضوح، والذي قد يشتمل على خصائص أصحاب المصلحة (العدد، الحجم، القيمة السوقية، إلخ)، ومصالحهم، ومواردهم، ونفوذهم/سلطتهم. أما المعلومات الأكثر تفصيلاً (النفوذ، والموارد، والعلاقات بين مختلف الأطراف المعنية) فقد يحتاج جمعها إلى وقت أطول.

المُحلل الخارجي مقارنة بالمُحلل الداخلي

يجوز أن يُنفذ التحليل مُحلل خارجي أو داخلي، ولكل خيار منهما محاسن ومساوئ. المحلل الخارجي هو شخص لا علاقة له بالمشروع أو المؤسسة، ولا يتأثر بالمشكلات المتصلة بهما. وهو طرف فاعل حيادي لا يحمل آراء مسبقة حول الأطراف المعنية الأخرى، وليس طرفاً في أي نوع من العلاقات معها. ومن مساوئ المُحلل الخارجي عدم تمتعه بالمعرفة اللازمة والدراية الكافية ببيئة المؤسسة، وعدم ملاحظته لدقائق الخصائص بسهولة، وبالأخص تلك الروابط التي تحكم العلاقات بين الأطراف المعنية. ورغم تمتع المحلل الداخلي بمعرفة ودراية أفضل، إلا إنَّ ذلك لا يعني بالضرورة أنه يتمتع بفهم تحليلي لبيئة المؤسسة، وكذلك من الصعب تحييد الآراء المتحيزة التي قد تكون سائدة فيما بين المحللين الداخليين وأصحاب المصلحة.

عملية التحليل

يستند تحليل أصحاب المصلحة (SA)، في جمْع المعلومات والبيانات، على مقابلات ثنائية تُطرح خلالها أسئلة معيارية. ثم يُسجّل المحلل بعد طرحها جميع الإجابات مصحوبة بوجهات نظره وافتراضاته. ثمَّ تُنظم المعلومات وتُحلل قبل تقديمها إلى الأطراف المعنية التي خضعت للمقابلة. فمن الضروري توكيد التحليل والآراء والافتراضات التي يقوم عليها عن طريق عرض النتائج على أطراف معنية منفردة.
تُقدم نتائج تحليل أصحاب المصلحة غالباً على هيئة جداول أو خرائط أو مصفوفات. فإن كانت على هيئة جدول، تُستعرض خصائص كل طرف معني والمعلومات الأخرى المجمعة بشأنه كما هو مُبين في المثال أدناه. وفي هذه الحالة، إما أن تُدرج المعلومات كنص أو على هيئة صيغة معيارية عبر استخدام نعوت قياسية محددة مثل: مرتفع، متوسط، منخفض، مؤيّد، مُعارض، إلخ. إنَّ استخدام النعوت القياسية يُتيح استعراض المعلومات أمام جميع أصحاب المصلحة من خلال مصفوفات تحتوي على خصيصة واحدة أو أكثر.

مصفوفة مقتبسة من كتاب بنجامين كروسبي

المراجع