التعاون الجمركي
واحد من أهداف مفاوضات تيسير التجارة على مستوى منظمة التجارة العالمية (التي عُرفت عند تأسيسها بمجلس التعاون الجمركي) واتفاقيتها بشأن تيسير التجارة (TFA) هو صياغة النصوص ووضع المعايير والممارسات المُثلى الهادفة لتحقيق التعاون الفاعل بين سلطات الجمارك أو أيّ سلطات أخرى ذات مصلحة في تيسير التجارة وقضايا الالتزام بشروط الجمارك. أما الهدف الآخر فيتمثل في توضيح الجوانب ذات الصلة من المادة 5، و8، و10 من اتفاقية الجات لسنة 1994 وتطويرها، وتعزيز المساعدة الفنية ودعم بناء القدرات في مجال تيسير التجارة.
هدف التعاون الجمركي على المستوى الدولي تحسين الرقابة على تدفقات التجارة وإنفاذ القوانين واللوائح المعمول بها عبر تبادل المعلومات عن الجوانب الجمركية مثل بيانات إقرار التصدير والاستيراد، والبيانات المتعلقة بالتاجر، ومعلومات المنشأ والمعلومات المتعلقة بالتخمين. لقد باتت مثل هذه التبادلات في البيانات عنصراً رئيسياً في اتفاقيات تيسير التجارة (WTO TFA)، حيث تُعالج المادة 12 منها جميع المكونات اللازمة لهذا الغرض كضرورة أن تُؤكد الدولة الطالبة على صحة طلبها، وتحمي البيانات قيد المبادلة وتضمن الحفاظ على سريتها، وأن تستند عمليات التبادلات على مبدأ المعاملة بالمثل. وتُشير اتفاقية تيسير التجارة كذلك إلى اتفاقيات المساعدة الإدارية المتبادلة الثنائية والإقليمية التي ما زالت تُشكل الصك الرئيسي الذي يحكم انخراط الحكومات وإدارات الجمارك في مثل هذا النوع من التعاون. يحدث التعاون الجمركي أيضاً على المستوى الدولي عبر منظمة الجمارك العالمية(التي كانت تُعرف سابقاً باسم مجلس التعاون الجمركي) بإنشاء معايير دولية للجمارك، ومواءمة الإجراءات، وعبر تقديم التدريب والمساعدات الفنية لبناء القدرات الجمركية بشأن استعمال هذه الصكوك الجديدة.
لعل التعاون الجمركي والمساعدة الإدارية المتبادلة تلعب دوراً هاماً في تيسير التجارة، حيث أنها تُمثل عنصر رقابة أساسي لتمكين الإدارات الجمركية من تطبيق التسويات الدولية مثل اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن التخمين (التقييم) أو اتفاقية قواعد المنشأ.